أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 4 أغسطس 2018

إرشاد الحائر إلى معرفة قبيلة فلان في جنوب الجزائر

إرشاد الحائر إلى معرفة قبيلة
فلان في جنوب الجزائر
تأليف فضيلة الشيخ محمد باي بلعالم
إمام وأستاذ ومدرس بأولف ولاية أدرار الجزائر1433هـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
الحمد لله الذي خلق الإنسان من طين، وصوره وجعل نسله من سلالة من ماء مهين، نحمده ونثني عليه الخير كله، ونشكره على مزيد فضله وآلائه التي عجز اللسان عن تعدادها، وكلَّت الأقلام عن كتابتها وسطرها، هو كما أثنى على نفسه له الحمد والشكر على الخير والشر والنفع والضر.
ونصلي ونسلم على من أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله وسلم عليه وعلى آلة وأصحابه أجمعين.
وبعد: فيقول العبد الضعيف القاصر محمد باي بن محمد عبد القادر: بعد أن فرغت من كتابي الذي موضوعه "قبيلة فلان في الماضي والحاضر ومالها من العلوم والمعرفة والمآثر"، واطَّلع عليه جماعة من العلماء والمؤرخين وغيرهم، وقرظوه بأقلامهم، وأبدوا فيه رأيهم السديد، وأول من وضع له تقديماً الدكتور محمد عمر فلاتة رئيس قسم التربية بالجامعة الإسلامية والمشرف على مكتبة أهل الحديث بالمدينة المنورة والذي اقترح مشكوراً تخصيص كتاب عن الفُلاَّنين بالجزائر يتضمن الآتي:
التعريف بالجزائر.
توزع الفُلاَّن بالجزائر.
عددهم التقريبي.
الأفخاذ والبطون (إن وجدت(.
القبائل المنصهرة مع القبيلة.
العادات والتقاليد في الآتي: الطعام، اللباس، الأعياد والاحتفالات، السكن (الأبنية)، التداوي، الضيافة، الزي واللباس، الزواج والطلاق، الألعاب والفنون.
المذاهب الدينية.
المدارس العلمية.
المدارس التعليمية: طرق التدريس، الأوقاف (الحبوس)، المساجد، تراجم القراء، تراجم العلماء، تراجم القضاة، الفهارس.
أقول: إنني سأعمل جاهداً في تحقيق رغبته في بعض الفقرات وكما قيل "ما لا يدرك كله لا يترك جله"، ولكن مع هذا فإنني لا ألتزم بالترتيب على الرد، وكما هي عادتي في الكتابين السابقين "قبيلة فلان في الماضي والحاضر"، و"الرحلة العلية في منطقة توات"، فقد قلت في الصفحة (4): وإنني معترف بأن ما جمعته في هذه المجموعة إنما هو قليل من كثير، ونقطة من بحر، وغيض من فيض، وإنني غير ملتزم بالترتيب ولا بالتقديم والتأخير، بل كلما تحصلت على معلوم ألحقته، غير مبال بأنه يحق له أن يتقدم أو يتأخر.
وعلم الأنساب بحسب ما ذكرت في مقدمة كتاب "قبيلة فُلاَّن"، قد عرف عند الناس قديماً قبل مجيء الإسلام. وثبت أنهم كانوا يتنافسون فيه، فلما جاء الإسلام أقرهم عليه، فصار مرغباً فيه، كتاباً وسنةً وإجماعاً، ووردت عدة أحاديث وأقوال في الاعتناء به وتعلمه. وهكذا فقد ألَّف المؤرخون فيه في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي عن شعوب وقبائل وبطون وأفخاذ يجمعها نسب واحد، وذلك لما علموا من الحاجة إليه واستجابة للضروريات التي تفرضها العوامل الطبيعية والاجتماعية. وقد كتبوا فيه وألفوا من القرن الثاني للهجرة إلى يومنا هذا، وقد ألفت فيه تأليف عديدة لا يمكن حصرها، والمقصود منها هو التنقيب عن الحقيقة والحفاظ على النسب نظراً لما لهذا العلم من مزايا فقد حث عليه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "تعلموا من أنسابكم ما تصلوا به أرحامكم". ونصه: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى الثَّقَفِيِّ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصلُوا بهِ أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ" (1).
فهذا الحديث والآية المتقدمة يدلان على وجوب صلة الرحم، وأن الرحم التي تجب صلته لا بد من معرفته، ومعرفته تكون عن طريق تعلم الأنساب، والعناية بها، ونقلها إلى الأجيال ليتواصل الترابط والتراحم بينهم.
وأدلة وجوب صلة الرحم، وحرمة قطعها كثيرة، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (2). قال المفسرون: اتقوا الله في أمره ونهيه في حقوق الرحم التي هي أخص من حقوق الإنسانية بأن تصلوا الأرحام التي أمركم بوصلها وتحذروا ما نهاكم عنه من قطعها.
وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ الله خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاقْرَءُوا إِنْ شئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} أ. هـ.
رواه الترمذي.
(2)
سورة النساء، آية 1.
وأما الإجماع فلم يثبت عن أحد من أئمة المسلمين إنكاره، ولقد شهد الصادق المصدوق لخليفته أبي بكر الصديق بأنه أعلم الناس بالأنساب.
ودينن1 - كما هو معلوم- دين المساواة والمحبة والأخوة والوئام بين جميع الأجناس، لا يفرِّق بين عربي ولا عجمي. يدل على ذلك ما ذكر القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (1)، قال - رحمه الله-: وفي هذه الآية ما يدلك على أن التقوى هي المراعي عند الله تعالى وعند رسوله دون الحسب والنسب. وقرئ (أن) بالفتح. كأنه قيل: لم لا يتفاخر بالأنساب؟ قيل: لأن كرمكم عند الله أتقاكم لا أنسبكم وقال عليه الصلاة والسلام لثابت بن قيس - رضي الله عنه -:"انظر في وجوه القوم" فنظر، فقال: "ما رأيت؟ " قال: رأيت أبيض وأسود وأحمر، فقال: "فإئك لا تفضلهم إلا بالتقوى" (2).
وقد روى الترمذي أنه - صلى الله عليه وسلم - خطب بمكة فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى الله وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى الله وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ الله آدَمَ مِنْ تُرَابٍ، قَالَ الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (3)
سورة الحجر ات، آية: 13.
(2)
الجامع للقرطبي 16/ 341.
(3)
سنن الترمذي، حديث رقم 3193.
لمبحث الأول: التعريف بالجزائر
*** [دولة الجزائر]ـ
الجزائر دولة عربية، تشكل - بفضل موقعها - حلقة وصل مهمة بين العالم العربي وبقية الدول الإفريقية وأوربا، في منطقة من أغنى مناطق الحضارة. فسواحلها المطلة على البحر المتوسط، تربطها بعلاقات وثيقة مع أوربا، التي لا تبعد عنها سوى700 كم، وهي قلب المغرب العربي، والجناح الغربي للعالم العربي، كما أنها منطقة اتصال طبيعي بين أوربا وأفريقيا، وكانت تعرف باسم المغرب الأوسط حتى دخولها نحت الحكم العثماني في العقد الثاني من القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي(
(1) نقلا عن الموسوعة العربية العالمية، الطبعة الثانية، الجزء الثامن، ص: 299
وهي ثاني أكبر دول إفريقيا من حيث المساحة بعد السودان، تتبع مناطقها الشمالية إقليم البحر المتوسط مناخاً ونباتاً، ويتركز فيها ثلثا سكان البلاد، وأغلب الأنشطة الاقتصادية والبشرية، كما توجد بها مدينة الجزائر، عاصمة الدولة وإحدى أهم عواصم البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا. وفي جنوبها توجد الصحراء التي تغطي ثلاثة أرباع مساحة البلاد، حيث توجد أغنى الموارد والثروات الطبيعية، كالنفط والغاز.
*** السكان:
سكان الجزائر مزيج من العرب والبربر، وحَّدهم الدين الإسلامي، وجمعتهم اللغة العربية والعادات والتقاليد، فانصهروا في مجتمع متماسك ومنسجم، خضعت الجزائر للاحتلال الفرنسي طوال 130 سنة وانتزعت استقلالها عام 1962 م بعد كفاح مرير، وتضحيات جسام استشهد فيها مليون ونصف المليون شهيد.
وعدد السكان في الجزائر في إحصاء عام (1996 م) بلغ: (28،656،000) نسمة ونسب التوزيع السكاني بين سكان الحضر وسكان الريف في عام 1995 م كانت 55،8% لسكان الحضر، و 44،2% لسكان الريف.
وبالرغم من أن الكثافة السكانية العامة تقدر باثني عشر شخصاً في الكيلومتر المربع، إلا أن الظروف الطبيعية والاقتصادية تتحكم في تعديل هذا التوزيع؛ فتتركز الكثافة السكانية المرتفعة في المنطقة الشمالية، حيث تبلغ 223 نسمة/ كم2، في حين تنخفض هذه الكثافة إلى شخص واحد في الكيلومتر المربع في الصحراء.
ويتزايد عدد سكان الجزائر بمعدل 2،3% في العام، وهو معدل مرتفع، ويقيم أكثر من نصفهم (55،8%) في مراكز حضرية، والتحضر لا يظهر فقط في تزايد عدد سكان الحضر، وعدد المراكز الحضرية، بل يظهر أيضاً في انتشار نمط الحياة الحضرية في الريف.
يتكون سكان الجزائر من عرب وبربر. والبربر عنصر مهاجر، جاء من الشرق الأدنى، في نحو الألف الرابع قبل الميلاد. أما العرب فأصلهم من الجزيرة العربية، جاؤوا مع الفتوحات العربية وقبلها، وقد تمازج كل من العرب والبربر عبر العصور، فظهرت عادات موحدة، وتقاليد مشتركة، وحَّدهم الإسلام واللغة العربية، ولا توجد فوارق أو حواجز عنصرية بينهم، فالتعايش والتزاوج بينهم منذ القدم، أزال الفوارق بالمخالطة والمصاهرة.
كل السكان مسلمون يتكلمون اللغة العربية وهي اللغة الرسمية للبلاد. ونسبة عالية منهم يحسنون الفرنسية التي كانت سائدة في البلاد إبان الاحتلال الفرنسي الذي دام 130 سنة، هي عمر الاحتلال الفرنسي للبلاد، كما توجد بعض اللغات المحلية مثل (الأمازيغية) (1).
*** الأعراق السكانية في دوله الجزائر:
سكان الجزائر في السابق من الأمازيغ البربر، الليبيون القدامى المهاجرة والجيتول جنوب نوميديا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 الموسوعة العربية العالمية، الطبعة الثانية، الجزء الثامن، ص: 304.
سبب تواجدهم في المكان تاريخيا غير واضح، وكانت هجرات من غرب أوربا (هناك أمازيغ بيض، زرق الأعين) ومن الشمال الشرقي الليبي، أيضاً من الطرف الصحراوي الإفريقي، شكلت كلها المجتمع الأمازيغي قديماً. لا يلاحظ فرق جسمي واضح بين عرب الجزائر والأمازيغ، يدل هذا على تمازجهم لفترات طويلة.
البربري (بتخفيف الراء) كلمة يونانية أطلقت على سكان شمال إفريقيا زمن الوندال، لها علاقة بـ (البرابرة)  BARBARES، أطلقها القديس أوغستين على الأمازيغ التي اعتنقت مذهب الدوناتسين لتصبح( Berbères )  بربر.
تمسك بها الأوربيون منذ القرن 17، عن العربية البربر...لم يعرف المؤرخون العرب أصل الكلمة، فظهرت تأويلاتهم مبنية على الخيال:
من كتاب العبر لابن خلدون، الجزء السادس ص 104: يقال إن أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وإفريقية، وقتل الملك جرجيس وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت إفريقية، لما رأى هذا الجيل من الأعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك وقال: ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر، والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة.
قال الصولي البكري: أن الشيطان نزغ بين بني حام وبني سام، فانجلى بنو حام إلى المغرب ونسلوا به. وقال أيضاً إن حام لما اسود بدعوة أبيه فر إلى المغرب حياء واتبعه بنوه وهلك عن أربعمائة سنة. وكان من ولده بربر بن كسلاجيم فنسل بنوه بالمغرب.
وصف الرومانيون للأمازيغ كثر دقة، النوميديون، أو الموري، نعتهم المصريون بـ (ريبو) أو (الليبو) أو المشواش نسبة لأصولهم الليبية. نعتهم الإغريق بالليبين.
ظهرت كلمة مازيك زمن البيزنطيين، كتحريف لاسم مازيغ. والتي تمسك بها أهالي المنطقة، نسبة لجدهم الأكبر مازيغ. تعني كلمة إمازيغن: الحر.
واجه الأحرار واختلطوا بالغزو الروماني، البيزنطي، الوندالي قديماً، ثم العربي. العرب قدموا فاتحين على يد أبو المهاجر دينار ثم غزاة تحت وطئ قبائل بني هلال وبني سليم (300000 حسب تقدير ابن خلدون وشارل أندري جوليان وغيرهم) التي استوطنت تونس وشرق الجزائر ودحرت بربر زناتة شيئاً فشيئاً نحو الغرب.
وبينما ظل بربر صنهاجة وزناتة مستقلين، تدفق على الجزائر مئات الآلاف من عرب الأندلس ضاقت بهم مدن الجزائر، حتى اضطر عرب الأندلس في تشييد مدن جديدة كمدينة البليدة ومدينة القليعة.
نظراً للتعريب وأسلمة الأمازيغ، صار أكثر أهل الجزائر عربياللسان، يشكل الأمازيغ الباقية بأصولهم المختلفة (تفاوت متباين في لهجات الأمازيغية لظروف تاريحية وجغرافية) حوالي 20% من السكان الباقية.
نفوذ كِلا الطرفين في الآخر، العربي مع الأمازيغي، تمازجه أيضاً، منع تشكل قالبين منفصلين، إلا في حالات انعزالية تاريخية، مثلاً: لدى القبائل، نظام العروش، حيث تتحد القرى القبائلية المبنية على قمم الجبال أوقات الشدة، للأمور الطارئة، كالغزو الغربي مثلاً. لدى العروش ما يسمى الجماعة، من نسل واحد، خلية تلتقي بعدة خلايا، مكونة من ذكور العائلة.
هذا النظام ديمقراطي، صلب، متين، لم تفلح الدولة في كسره، واصلت الجماعة أداء دورها الاجتماعي خاصة، في أحلك ظروف الاستعمار.
الشاوية نصف عدد القبائل، وأقل تجمعاً، استوطنوا جبال الأوراس الوعرة، شرق الجزائر. شكلهم في شمالها كفلاحين، زارعي قمح وشجر فاكهة. في الجنوب، تحدهم شبه رعاة، حين تكثر مواسم بيع الماشية في الصيف. الفرق بين الفئتين غير واضح مؤخراً، نظراً للحركة الداخلية.
عاش الشاوية في عزلة أشد من القبائلين، والقليل منهم تعرف على الفرنسية والعربية. اقتصادهم كان مغلقاً، والهجرة كانت محدودة جداً. اعتبرت الأوراس خلال حرب التحرير معقل الثوار، كما عزل أكثر من نصف سكانها في المحتشدات. تخلى الكثير منهم عن عزلته بعد الاستقلال. أقل بكثير من القبائل الشاوية، بني ميزاب، ساكني الخط الشمالي للصحراء، قرب وادي ميزاب، الذي أعطاهم اسمه. واحة غرداية مدينتهم الأهم، ويعرفون بالإباضية. تجار مشهورون، دورهم الكبير في التجارة وراء الصحراء، تحولوا بعدها للشمال أكثر، كالعاصمة، وتملكوا البقالة والجزارة هنالك.
تبقى فئة الطوارق الضئيلة، أقلهم مخالطة، يسمون الرجال الزرق، بسبب اللون النيلي للباسهم، كذلك بالرجال المحجبة، نظراً لاستعمال الرجال دون النساء الغطاء، كعادة وحاجز لرمال الصحراء. سكناهم الصحراء، من جنوب غرب ليبيا، إلى مالي. تواجدهم المكثف في الطاسيلي، وقمم الهقار، قدروا أعوام 1970 بين 5000 و10000. متجمعون كقبائل، بثلاث فئات: النبلاء، الوكلاء، العبيد والخدم من زنوج إفريقيا عامة.
ربما كانت نساء الطوارق قديماً، أحظ نساء الجزائر، للتشريف الذي تحظى به، والمساواة التي تعامل بها مع الرجال.
الطوارق رعاة جمال، أدلة الصحراء، حماة قوافل بين غرب إفريقيا وشمالها، لكن هذا تراجع بعد القرن العشرين، بسبب الاستعمار وتأثير الاستقلال، التقنية، النفط في الصحراء، وأخيراً جفاف الواحات. تغيرت الوضعية، ليصبح الرحالة الطوارق مستوطني تمنراست وجانت.
*** اللغة في الجزائر:
تاريخيا كانت الأمازيغية (بتعددها) لغة أهل الجزائر، تغيرت في عهد الرومان ثم البيزنطيين، لتصبح اللاتينية لغة مثقفيها، واللغة الإدارية الرسمية، ثم العربية بعد الفتح الإسلامي وأخذت موطناً في البلد.
والعربية لغة سامية، يتحدثها أغلب المثقفين، البقية لهجة جزائرية
أو الدارجة، وتختلف هذه اللهجة نظراً لاتساع رقعة البلاد، فيتكلم باقي السكان الأمازيغ حسب تقسيمهم، الأمازيغية، التي تكتب بـ (التيفيناغ) الظاهرة أصولها في كتابات الطوارق أهل الصحراء، حيث تستعمل الرموز كمعاني أكثر منها للتواصل. الشاوية أقرب للعربية حالياً من غيرها.
إلى جانب اللغة العربية يتكلم سكان العاصمة والمدن الكبرى لهجة تختلط فيها العربية بالفرنسية بنسبة كبيرة، فيما يحافظ سكان المناطق الداخلية والصحراء على لهجتهم الأكثر قرباً للفصحى.
الدارجة الجزائرية، تسريع للفصحى، يميزها الشين المصري في الأفعال، وفي شرق البلاد، تحذف منها ألف في بداية الكلام، أو تخفيف الإدغام، اختلطت مع البربرية أيضاً، أسماء النبات والحيوان تعريب من الأمازيغية، وأسماء المدن أيضاً.
تدرس الفرنسية في المراحل الأولى للتعليم، تتبعها الإنجليزية، ويتم تداول اللغة الفرنسية بشكل واسع في الإدارات العمومية والهيئات الحكومية، لسيطرة الجيل القديم (الجيل الذي تعلم في عهد الاحتلال الفرنسي) على المناصب الحساسة في الدولة وهيئاتها، كما صارت الإنجليزية (لأهميتها) في مراحل متطورة، متغلغلة بين مثقفي البلد.
طالب الأحزاب الإسلامية بمواصلة سياسة التعريب الشامل، بعد نجاحه على مستوى وزارة العدل خلال السبعينات، تقابله مطالبة الأحزاب القومية بنظام لغتين في التعامل الإداري، ومنهجية الأمازيغية من جديد في التعليم الجزائري.

*** أقسام المسلمين في الجزائر:
1ـ [السنة]ـ: أغلبية المسلمين في الجزائر من المذهب السني، والمذهب المالكي هو مذهب الإفتاء لدى الدولة.
2ـ [الصوفية]ـ: منتشرة، لا سيما في المناطق الغربية والداخلية، ومن بين أهم طرقها: التيجانية، القادرية، الشاذلية والمهدية. تغلغلت في المجتمع منذ القدم وعادت مؤخراً إلى البروز، وتحظى حالياً برعاية الدولة.
3ـ [الإباضية]ـ: أحد ملل الخوارج، يتبعها بني ميزاب، من الأمازيغ المنتشرين في شتى أنحاء البلاد وأساساً في ولاية غرداية الواقعة شمال الصحراء.
(تساؤل: تحت أي هذه الفئات الثلاثة يُصنف الفلانين؟ وإذا كانوا من السنة فما مذهبهم؟ ومن أشهر الدعاة أو العلماء الذين تأثر الفلانيون بدعوتهم في القديم والحديث؟)
*** تضاريس الجزائر وتقسيماتها الإدارية:
يتكون سطحها من سهول ساحلية في الشمال، وسلاسل جبلية وهضاب في الوسط والصحراء الكبرى في الجنوب، يعتمد اقتصادها على الزراعة والرعي، والمواد المعدنية، ومصادر الطاقة وبعض الصناعات.
وقد خضع ساحلها لسيادة "قرطاجة" في القرن السابع قبل الميلاد، ثم احتلها قيصر سنة 42 ق م، وجعلها مقاطعة رومانية (نوميديا) غزاها القاندال (429)، وفتحها المسلمون (682 م)، ثم استولى عليها الفاطميون، ثم الحفصيون، ثم العثمانيون، واحتلها الفرنسيون (1830 م) واستقلت (1962 م)، وفي نفس السنة انضمت إلى جامعة الدول العربية، وهي إحدى دول المغرب العربي.
                           المبحث الثاني: التعريف بالفُلاَّنيين
يرجع نسب الفُلاَّنيين كما ورد في العديد من الروايات والنصوص المكتوبة إلى التابعي الجليل فاتح إفريقيا وباني القيروان عقبة بن نافع الفهري القرشي، نجد ذلك في "إنفاق الميسور في تأريخ بلاد التكرور" للسلطان محمد بلو ابن الحاج عثمان بن فوديو سلطان سكوتو.
قال الألوري: "إن فلان من العرب، قول منسوب إلى آل فوديو، وقد نقله الشيخ عثمان وأخوه عبد الله وابنه محمد بلو عن أجدادهم وعلمائهم الثقات، حيث قالوا: إن الجد الأعلى لفلان هو عقبة بن نافع الصحابي، وإن الأم العليا لهم رومية تدعى (بج مع)، وهي بنت ملك بإحدى قبائل الروم تزوجها عقبة، وأنجبت له أربعة أولاد صاروا فيما بعد آباء القبائل الفلانية بأسرها في بلاد ونغارة وغانا ومالي وتكرور وسنغي وبلاد هوسة وبرنو" (1).
وقد ذكر الشيخ محمد بلو في إنفاق الميسور أن قبائل فلان افترقوا ثلاث فرق ببعض وقائع حدثت هناك في القرن الثالث عشر الميلادي، دخلت فرقة في بلاد فوتاتور، وفرقة أخرى في فوتاجالو وسكنوا هناك، وفرقة عزموا على أن يسيروا إلى الشرق ليدخلوا مع قبائل آبائهم العرب، فمضوا حتى وصلوا إلى هذه البلاد وأقاموا فيها، واستمر بعضهم حتى وصلوا إلى بلاد العرب واندمجوا ..
                     المبحث الثالث: الفُلاَّنيون في ولاية أدرار                           
التعريف بولاية أدرار:
ولاية أدرار تقع في الجنوب الغربي للجزائر. هي الولاية رقم (1) في تصنيف الولايات حسب تنظيم الدولة الجزائرية، تتسم بمناخها الصحراوي، وبطيبة سكانها الذين يجيدون العربية بفصاحة بالغة. يهتم معظم سكان ولاية أدرار بالزراعة، وتعتبر من أكبر المصادر الزراعية بالجزائر منذ أن كرست الدولة جهودها لمساعدة المزارعين بعام 1992 م، كما يهتم السكان بتربية المواشي وخاصة الإبل، وهناك بعض القبائل من الطوارق الذين يسكنون الولاية.
                      المبحث الرابع: الفُلاَّنيون في ولاية تمنراست
التعريف بولاية تمنراسنت
مع أنها تقع في قلب الصحراء فمناخها مختلف يغلب عليه الاعتدال نظراً لتضاريسها الجبلية الكثيرة، وتقع عاصمة الولاية تمنراست على ارتفاع 1400 م عن سطح البحر وهي من كبريات ولايات الجزائر، وتضم سلسلة جبال الهقار التي بها أعلى قمة جبلية بالجزائر وهي الأتاكور 3003 م.
بلدية إينغر:
إينغر هي بلدية ودائرة من ولاية تمنراست، فقد كان يسكن فيها السيد ابن مالك أحمد محمد بن محمد بن السيد حمزة الفلاني، ويوجد الآن
                        المبحث الخامس: الفُلاَّنيون في ولاية ورقلة
التعريف بولاية ورقلة:
وهي إحدى أهم الولايات الجزائرية؛ لأنها مصدر الثروة للجزائر. وسميت نسبة لمدينة ورقلة أو وارجلان والتي سكنت منذ فجر التاريخ، وهي العاصمة الإقليمية للجنوب الشرقي منذ الفترة العثمانية. وسميت ولاية الواحات إبان الاستقلال، وضمت جميع مدن الجنوب الشرقي من الأغواط شمالاً إلى تمنراست جنوباً لتكتفي بعد التقسيم الإداري لسنة 1984 بثلاث مدن كبرى هي ورقلة عاصمة الولاية وحاسي مسعود القطب الصناعي وتقرت التي تعتبر قطباً هاماً من أقطاب التجارة.
                          لمبحث السادس: الفُلاَّنيون في ولاية غرداية
التعريف بولاية غرداية:
الاسم الأصلي البربري تغردايت وأصل تسميتها: تَغَرْدَايْتْ بالمزابية وهي القطعة المستصلحة من الأرض، والواقعة على حافة الوادي، وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي، وهي أول مدينة تُشاهَد عند القدوم من الشمال، حُرِّف اسمها إلى: غرداية.
تقع ولاية غرداية شمالي صحراء الجزائر، ومقر الولاية مدينة غرداية تبعد ب 600 كلم جنوب العاصمة الجزائر، مساحتها الإجمالية تقدر بـ 86105 كلم 2، امتدادها من الشمال إلى الجنوب 450 كلم، ومن الشرق إلى الغرب من 200 إلى 250 كلم ترتفع عن مستوى سطح البحر بـ 486م.
                         المبحث السابع: القبائل المنصهرة مع قبيلة فلان
في قرية ساهل أقبلي دائرة أولف ولاية أدرار الجنوب الجزائري يوجد بها فخذان من قبيلة فلان هما: أولاد محمد بن مالك، وأولاد بلعالم، وكل من الفخذين يوجد في البلاد التالية:
أولف، تيمادنين، إينغر، عين صالح، هقار، المنيعة، ورقلة، وفي بعض القرى، ولقد تبادلت المصاهرة بين قبيلة فلان وقبائل وعائلات عدة منها: قبيلة كنتة (الرقادي الهمال) قبيلة الأنصار، وأولاد عبد الرحمن الشرفاء، وقبيلة تاكوبة، وقبيلة بوسلمة، وقبيلة ابن منصور، وقبيلة فرجاني السوفيين، وقبيلة عزي بعين صالح، وأولاد الرقاني، وأولاد العرابي، وأولاد أبكي، وأولاد بن دحان، وقبيلة ابن عبد الكريم بتيط، وقبيلة حفصي، وعائلة حامد لمين، وأولاد ابن هاشم، وقبيلة الزوي، وأولاد عزي بأولف، وعائلة الباشا، وعائلة الفقي، وقبيلة الشعانبة، والمخادمة، والطوارق، وقبائل أخرى من داخل الوطن وخارجه ..
وأما في قرية تيمادنين من دائرة رقان ولاية أدرار، فيوجد بها الفخذ الثالث لقبيلة فلان أولاد سيدي علي العالم (فلاني)، والذي تبادل المصاهرة مع قبائل وعائلات منها: قبيلة الهامل، قبيلة الدرسي، وقبيلة زنقي، وعائلة الباشا، وقبيلة بعثمان، وقبيلة اعبلة، وقبيلة ورتي، وقبيلة عكريمي، وأولاد لكمين، وكنتاوي.
                             المبحث الثامن: العادات والتقاليد
العوائد الخيرية:
وأهمها العادات الرمضانية، حيث يتزايد النشاط في شهر رمضان، ويقبل الناس على المساجد والمدارس للعبادة وسماع القرآن والمواعظ، وتضاء المساجد بالأنوار، وتعمر بالذكر وصلاة التراويح، ويجتمع النساء في البيوت ليؤدين سنة التراويح خلف محرم من محارمهن أو أحد المراهقين الحافظين لكتاب الله.
ويعمد الأئمة في مساجد دائرة أولف إلى تنظيم برنامج للمحاضرات والدروس في رمضان من كل عام، حيث تُلقى محاضرة أو أكثر في بعض مساجد الدائرة وفق برنامج خاصٍ يعد لهذه المناسبة.
ومن العادات الخيرة إرسال الثمار والطعام إلى المساجد لإفطار الصائمين من طرف أهل الخير، ومن الأوقاف الموقوفة على هذا الغرض. ومنها إحياء ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين، حيث يهرع الناس إلى المساجد فلا تجد أحد يتخلف، وتحيا الليلة المباركة بقراءة القرآن. كما تشهد المساجد كذلك دروساً وألواناً من الذكر وكانوا في القديم يحيون ليلة عيد الفطر بما يحيون به ليلة القدر من تلاوة وصلاة وذكر.
ومنها المواظبة على تلاوة أحزاب من القرآن العظيم في المسجد بعد السحور إلى وقت الصلاف ومثل ذلك في المدارس العلمية.
                               المبحث التاسع: المدارس العلمية
الزوايا العلمية وطرق التدريس:
نضفي على هذين الموضوعين مقتطفات من كتابنا الرحلة العلية من خلال الصفحات (323 - 336) الجزء الأول كما تتناول هاته المقتطفات طرق التدريس:
لقد فكر السلف ومن بعدهم الخلف في تأسيس هذه المؤسسات الدينية والمراكز العلمية التي عرفت عبر العصور بالزاوية القرآنية وكانوا يشرفون على شؤونها وينشرون العلم والمعرفة بين جنباتها قديماً في وقت كانوا يعانون فيه من المسغبة والمجاعة الشيء العظيم، ولكنهم كانوا أقوياء بإيمانهم، وأقوياء في إرادتهم، فأسسوا المدارس وابتكروا لها نظاماً باهراً جعلها تعطي الثمرة المرجوة منها في أمد قليل ولقد ساعدها على أداء مهمتها عدم تحديد سن الدخول فهي لا تعتبر ذلك بل تستقبل كل من يرتادها من الطلبة ابتداء من السنة الرابعة من عمر الطفل إلى أن يبلغ ثمانين سنة والباب مفتوح على مصراعيه وهكذا لو انقطع عن الدراسة وأراد مواصلتها لا يمنع من ذلك.
أوقات التعليم:
تفتح المدارس القرآنية أبوابها في كل يوم من صلاة الصبح إلى قرب الزوال، ثم تغلق للاستراحة ثم تفتح أبوابها بعد صلاة الظهر إلى اصفرار الشمس، وبعد صلاة المغرب والفراغ من الحزب اليومي إلى صلاة العشاء.
المبحث العاشر: تراجم العلماء والقضاة من الفُلاَّنيين في الجزائر
ــــ السيد أحمد بن محمد العم بن الحاج عبد القادر بن محمد بن مالك (1307 هـ -1373 ه( ـ:
كان عالماً فقيهاً ومقرئاً وقد تعرضنا لنبذة من حياته في الجزء الثاني من الرحلة العلية إلى توات ص: 405 وفي نفس الصفحة تعرضنا لذكر ولده الشيخ محمد عبد القادر.
الشيخ أحمد بن محمد:
ازداد الشيخ أحمد بن محمد بقرية ساهل أقبلي سنة 1307 هـ وكان فقيهاً عالماً جليلاً تتلمذ على مشايخ ساهل أمثال الشيخ حمزة والشيخ السكوتي والمختار بالعالم، وكان يجيد حفظ القرآن، وله معرفة جيدة بالروايات وفن التجويد والأداء ولقد رحل من مسقط رأسه إلى هقار، وكان يتولى فيها التعليم والفتوى وفصل الخصام بين المتنازعين، وكانت القرية التي يسكن بها "تفيرت" يرتادها من كل جهة وصوب من العرب والعجم، وكان يعلم العرب بلغتهم والعجم بلغتهم، وكان قبل أن يرحل إلى هقار قد تزوج بالسيدة خديجة بنت محمد بن الشيخ حمزة فولدت له ابن وبنتان، والابن هو السيد محمد عبد القادر الموجود الآن بتيفرت، وهو رجل فقيه وعالم كريم كان خير خلف لخير سلف، ولست مبالغاً إن قلت أنه لا يوجد مثله في بلده وقبيلته في السلوك والأخلاق والكرم، ولا زال على قيد الحياة وقد جاوز التسعين سنة، كرس حياته في العلم والتعليم وتحفيظ القرآن،
                                         المبحث الحادي عشر:
تراجم العلماء الذين قاموا بتعليم القرآن في صحراء مالي والنيجر
وممن قاموا بتعليم القرآن في صحراء مالي والنيجر: السيد محمد المختار بن محمد بن حمزة وأخوه محمد عبد الله بن محمد بن حمزة الفلاني، وبن مالك محمد العالم بن أحمد بن حمزة الفلاني، هؤلاء الثلاثة كانوا بصحراء مالي والنيجر وماتوا هناك.
ومنهم- أي الذين قاموا بنشر العلم وتحفيظ القرآن- ابن مالك محمد بن محمد الحسن الفلاني، الذي كان معلماً للقرآن في بني ثور ورقلة مزداد 1900 م، وتوفي عام 1964 م، وأخوه أحمد بن محمد الحسن الفلاني الذي كان إماماً ومعلماً في المنيعة ازداد سنة 1909 م، وتوفي 13/ 3/ 1995 م.
ومنهم محمد بن محمد الحسن الفلاني كان معلماً للقرآن بورقلة ثم قاضياً وموثقاً بعد ذلك، ازداد عام 1917 م، وتوفي 1997 م وكان فقيها نحوياً ويحفظ القرآن حفظاً جيداً وله مستوى عال في الفقه وسائر العلوم الشرعية.
باب الزين بن محمد بن الحاج أحمد بن محمد مالك الفلاني كان معلماً للقرآن بولاية الأغواط، وازداد في العقد التاسع من القرن 13هـ وتوفي في العقد السادس من القرن 14 هـ وفي آخر حياته تقلد منصب إمام في مسجد عقبة بن نافع بزاوية شيخ الركب بأقبلي.
                                   المبحث الثاني عشر:
ثبت الإجازة العامة للشيخ محمد بن مالك الفُلاَّني الساهلي القبلوي
يشتمل هذا الثبت على ثلاثة وثلاثين صفحة، بخط الشيخ محمد بن مالك المذكور الذي أخذه عن شيخه السيد محمد بن عبد الرحمن بن بعمر التنلاني التواتي، وجامع هذا الثبت هو الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن الرشيد السجلماسي الهلالي، ويحتوي على الإجازة في الكتاب التالية:
-
سند صحيح البخاري - رضي الله عنه -.
-
سند صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري - رضي الله عنه -.
-
سند الموطأ لإمامنا مالك - رضي الله عنه -.
-
سند سنن الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني - صلى الله عليه وسلم -.
-
سند جامع الإمام للإمام الحافظ أبي عيسى محمد الترمذي - رضي الله عنه -.
-
سند سنن الحافظ أبي عبيد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي - رضي الله عنه -.
-
سند سنن الحافظ أبي عبد الله محمد القزويني المعروف بابن ماجة.
-
سند مسند الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - رضي الله عنه -.
-
سند مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني - رضي الله عنه -.
-
سند مسند الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -.
-
مشارق الأنوار النبوية في صحاح الأخبار المصطفوية.
                                       خاتمة الكتاب
قد تبين لنا فيما سبق من هذا البحث المتواضع المشتمل على التعريف بقبيلة الفُلاَّنيين في الجزائر أفخاذهم وبطونهم، والقبائل المنصهرة مع القبيلة، والعادات والتقاليد، والطعام، واللباس، والاحتفالات، والتداوي، والمذاهب الدينية، والمدارس العلمية والتعليمية، وطرق التدريس، والمساجد، وتراجم القراء والقضاة، والإجازات العامة والخاصة، وتقاريظ نثرية وشعرية، وخرائط لبعض القرى والمدن التي يسكنها الفُلاَّنيون، وأشياء كثيرة يعسر ذكرها في هذه الخاتمة، وذِكْرُ العلماء الفلانيين الذين نشروا العلم في إفريقيا وفي ربوع الجزائر، وذلك بناءً على طلب نزيل مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - الابن محمد بن عمر الفُلاَّني وفقه لما يحبه ويرضاه.
وكان الفراغ من هذا البحث يوم أحد عشر من شوال عام 1428 هـ الموافق ليوم 23 كتوبر 2007 م.
والحمد لله رب العالمن .. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
كتبه العبد الضعيف
محمد باي بن محمد عبد القادر بن محمد بن المختار بن أحمد العالم الفلاني القبلوي
*** المراجع
1ــ قبيلة فلان في الماضي والحاضر ومالها من العلوم والمعرفة والمآثر، للمؤلف.
2ـــ الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات وما يربط منطقة توات من الجهات، للمؤلف.
3ـــ الخرطوم والشعب والدعاة في مقالات الباحثين وكتابات المؤرخين وبحوث المتخصصين تقديم الدكتور عبد الله عبد الماجد إبراهيم.
4ـــ نوازل الشيخ الطالب المختار بن محمد بن أحمد الطلابي السباعي الشنقيطي.
5ــ تعريف العشائر والخلان، تأليف الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالفا هاشم الفوتي.
6ـــ صبح الأعشى، من صفحة 381 إلى صفحة 400.
7ـــ إيقاظ همم أولي الأبصار للاقتداء بسيد المهاجرين والأنصار، تأليف الشيخ الإمام صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله بن عمر.
8ـــ الإسلام في نيجريا، تأليف آدم عبد الله الألوري.
9ـــ ضياء التأويل في معاني التنزيل، الجزء الأول.
10ــ ملامح من تاريخ مدن وشعوب 
إسلامية، للدكتور حسن حلاق.