لتوضيح
علاقة الفلاتة بمملكة برنو علينا في البدية ان نؤكد بأن مملكة برنو ليست قبيلة بقدر ما هي امتداد جغرافي يقطنة الكثير من القبائل العربية و الافريقية و العجم ...والقاء الضوء علي ذلك مندو نهاية القرن 13 بدأت
إمبراطورية ((كانم)) العظمى الاولي التي تزعمتها أسرة ((الماغومية )) في التراجع والتقهقر بعد أن حكمت معظم
وسط إفريقيا لأكثر من 6 قرون...و تأسست على أنقاضها إمبراطورية جديدة حملت اسم ((سلطنة
برنو الإسلامية)).
تأسست امبراطورية برنو سنة 1380 م... لم تكن مساحة الامبراطورية الناشئة
في البداية كبيرة إلا أنها تمكّنت فيما بعد من بسط سلطانها على مناطق واسعة من وسط
إفريقيا... ثم سيطرت هذه السلطنة على بلاد السودان الأوسط الذي يتكون من حوض بحيرة
تشاد، وما تقع حواليها من بلدان تمتد من "نهر النيجر" غربًا إلى
"دارفور" شرقًا، وكانت منطقة "بحيرة تشاد" مهد سلطنة
"البرنو".
ثم
دخل الفولانيون او الفلاتة في حرب مع مملكة البرنو، واستلوا على معظم أرضهم، بحجة
خروجهم عن الدين الاسلامي وانتشار البدع والخرافات ، وأسسوا الفلان او الفلاتة مملكة
تظم اقليمي برنو و كانم ... فيذكر القلقشندي أن أهل البرنو من الفلان او الفلاتة اهتموا
بالعلم وبنوا مدرسة للمالكية بالفسطاط((القاهرة)) ینزل بها وفودهم. شجع سلاطين
"البرنو" انتشار الثقافة العربية الإسلامية في مناطق نفوذهم، فأكثروا من
بناء المساجد والكتاتيب، وكانت اللغة العربية هي لغة التعليم ولغة الحكومة
الرسمية، فضلا عن كونها لغة المعاملات التجارية ولغة المراسلات الدولية، إسوة
بباقي الدول الإسلامية.
تقول
بعض المراجع إن "سلطنة البرنو"، عرفت خلال القرن الثامن عشر عديد
الانحرافات، وإن الإسلام هناك أضحى في المعتقد الشعبي العام مجرد طقوس وممارسات
تبعد كل البعد عن صميم الدين، فانتشرت الخرافات والبدع، وانغمس كثير من المسلمين
في ممارسات فاسدة وجاهلية، ولم تقتصر هذه الممارسات على المجال الخاص أي حياة
الفرد والعائلة، ولكنها امتدت لتشمل المجال العام أي في إطار المعاملات والحياة
العامة.
في
تلك الفترة، برز الشيخ عثمان دان فوديو الذي
أخذ على عاتقه مهمة إعلاء الإيمان بالله والتمسك بالدين في تلك الربوع بأساليب
جديدة، ويرجع أصل الشيخ عثمان بن فوديو إلى قبيلة "الفولاني" التي أسهمت
بقوة في نشر الدعوة المحمدية وعودة النهضة الإسلامية للغرب الإفريقي.
وقد
سيطرة المملكة على طرق التجارة في الصحراء ودخل الفولانيون او الفلاتة في حرب مع
مملكة البرنو، واستلوا على معظم أرضهم، بحجة خروجهم عن الدين الاسلامي وانتشار
البدع والخرافات، وامتزج الإسلام فيها بالعادات الوثنية، فقد كانت العادات القبلية
تحكم حياة المسلمين في تلك الربوع من القارة الإفريقية بعد تراجع الدعوة.
بقي
الصراع بين الطرفين، إلى غاية وقوع المملكة في قبضة الاستعمار الفرنسى في سنة 1900
ميلادي، وقد أعيد تقسيم أملاك إمبراطورية "برنو" بين
"إنجلترا" و "فرنسا" و "ألمانيا" بعد القضاء على
المقاومة هناك، فأخذت "فرنسا" إقليم "كانم"، وأخذت
"إنجلترا" إقليم "برنو"، وظفرت "ألمانيا" بالمناطق
الجنوبية لبرنو، وهكذا تلاشت إمبراطورية "برنو" التاريخية على يد الغزاة
الأوربيين في بداية القرن العشرين الميلادي.
هذا
الجانب موجز من دور الفلان او الفلاتة في مملكة كانم ثم مملكة برنو ثم توحيد
المملكتين تحت مسمى مملكة برنو.
الخلاصة:
1ـ
ان الكثرين يربطون بين السيفيين و الذين يرجعون الي سيف بن دي يزن حاكم اليمن قبل
مجي الاسلام و بين مملكة برنو وصحيح ... ان السيفيين حكموا مملكة كانم كما حكمها
الكثير من القبائل الاخري.
2ـ
ان مملكة برنو دورها كان متأخر تاريخيا كا مملكة فلم تذكر
الكتب الجغرافية العربية
اسم البورنو إلا
في الربع الأول
من القرن 7هـ ولم يشير إليها
الكثير من الباحثين
الذين ذكروا الكانم
وهذا يعطي إشارة
الى الدور المتأخر
الذي أدته البورنو في
التاريخ الإفريقي والإسلامي ذلك
أن البرنو كانت
ضمن مملكة الكانم،
ويرى الرحالة ابن السعيد
المغربي أول من
أطلق اسم البرنو
على تلك المملكة
التي تألفت منه اسسها في البداية ثورة اهلها ضد السيفيين.
3ـ
خروج الدور التاريخي لمملكة برنو مرتبط بالصراع مع (( الفلاتة او الفلان))... بعدما أفل
نجم كانم في
القرن (10هـ /16م) أصبحت كانم
جزءاً من برنو
وليس برنو جزء من
كانم ،نهاية الأسرة
الحاكمة في برنو... حيت في ظل
هذه الأوضاع المضطربة
برزت قوة الفولاني
بقيادة زعيمهم عثمان
دان فودي في
أقاليم الهوسا إلى
الغرب من برنو
، ثم أخذ
يوسع سلطانه الذين انتشار فسيطر على
جميع الأقاليم الخاضعة
تحت حكم برنو
وفي عام 1223) هـ 1808/ م ( قام بمهاجمة برنو
إلا أنها لم
تصمد أمام هذا
الهجوم مما اضطر
ملكها للفرار أمام
الجيش العرمرم باتجاه كانم .
استغفر
الله ... استغفر الله ... استغفر الله عن أي خطاء أو أفكار أو
كتابات ضد سننك أو تشكك في اعتقادي بوحدانيتك استغفر الله ... استغفر الله ...
استغفر الله و اثوب اليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق