(( 2 )) مقتطفات من كتاب ((
قبائل ألفلان دراسة وثائقية))
تأليف
((أ.د الهادي المبروك الدالي ))
((قبائل ألفلان أو الفلاتة يتواجدون بكثرة في ليبيا بالمناطق الجنوبية
و علي الأخص بمدن مرزق و اوباري و سبها و غدوة و حج أحجيل و فنقل و ودان و زلة و
ونزريك الشاطي و تكركيبة و الرقيبة وكذلك بنسبة أقل في المدن بنغازي و اجدابيا و
طرابلس تحت مسميات قبائل متعددة الفلاتة وأولاد حمدان و أولاد اللافي و ألفودة و
البراونة ))
بدية الاقتباس
المجتمع
الفولاني و التنشئة الاجتماعية:
المجتمع الفولاني يتميز بخصوصيات منها : الوفاء بالعهد,و البر
بالولدين, و احترام الكبار و كثمان السر و الصبر علي الشدائد و الشجاعة المفرطة.
الوفاء بالعهد:
الوفاء بالعهد لدى
الفلاني أمر لا جدال فيه فالفلاني إدا عاهدك فإنه مستعد أن يدفع حياته ثمناً لهذا
العهد.
احترام الكبار:
تجد الفتي الفلاني يتقدم ألي الشيوخ الطاعنين في السن يكرمهم و يستمع
ألي نصائحهم.
البر
بالولدين: فالرجل الفلاني ينشئ أبناءه علي بر الوالدين و خاصة الأم فتعتبر
توجيهات الأم لأبنائها بمثابة أوامر و يمكن أن يعصي الولد أوامر والده و لكن أوامر
أمه غير قابلة للرفض لان ما يصدر من الأم يعتبر كمصدر الرحمة.
كثمان
السر: الفلاني يعتقد بأن
قوة الإنسان تأتيه من كتمانه للإسرار فالأولاد يحثون علي عدم إفشائهم للأسرار ولو
سالت فلانياً كم يمتلك من الأبقار فلن يذكر لك شيئاً و لديهم مثل يتداولونه يقول
(( الجوف لم يخلق فقط لتخزين الأطعمة و أنما خلق لحفظ للإسرار)).
الشجاعة: ينشا الفلاني علي هذه الفضيلة مند نعومة أظافره حيث يختبر الفولانيون
أبناءهم بوضعهم في مأزق و يراقبوهم في الكيفية التي يخرجون منها و يكون دلك عندما
يشبون و يمارسون مهنة الرعي فكثيراً ما يتعرضون لمواجهة الحيوانات المفترسة
كالنمور و الأسود التي تريد التهام حيواناتهم فيقومون بقتلها بكل شجاعة.
ظاهرة
الانضباط: تعد هذه الظاهرة من ابرز
الظواهر الأخلاقية و يتعلمها الأبناء خلال آداب الأكل و تتمثل في عدم الحديث أثناء
الأكل فالفلاني لا يتكلم قط وهو يأكل إضافة لذلك لا ينظر ألي الآخرين أتناء الأكل
في أخد اللقمة و عدم احذ اللحم بدون ادن
إضافة لذلك عدم إمساك الإناء باليد أليسري أتناء الأكل كل من يخالف هذه الآداب من
الأبناء يصفع أو يحرم من الأكل.
هده القيم المغروسة في الطفل الفلاني تعلمه السيطرة علي الذات و
الاكتفاء بالقليل و الانضباط و التدريب علي الصبر إضافة لذلك الاحترام المفرط
للكبار.
أن النظام الأسري لدي ألفلان يحتل مكانة رفيعة في ثقافتهم فنجد النظام
الأموي هو السائد ولكن هدا لا يعني أبعاد الرجال كلياً من المسؤولية, و هناك قبائل
تعتمد علي نظام تعدد الزوجات فالرجل الفلاني يتزوج أربع نسوة بدون أي إحراج فالرجل
و المرأة كل منهما يؤدي دوره بكل احترام متبادل.
أما فيما يتعلق بزواج الأبناء فان الأب هو الذي يزوج ابنة الزواج
الأول و عادة ما يتم الزواج من الأقارب وفي اغلب الأحيان فان البنت تختار مند يوم
العقيقية وعائلة الابن تقدم شيئاً رمزياً دليلا علي طلب يدها و المهر عند ألفلان
لا يتم نقداً و إنما تقدم عائلة الزوج ثوراً صداقاً للعروس وفي ليلة العرس يذبح
العريس أكثر من عجل لا يقل عمره عن ثلاث سنوات و تعد مائدة من اللحم و الحليب و
يكون الفرح سبعة أيام.
والملاحظ أن المائدة التي تصنع لا يأكل منها أهل العريس و الأغنياء من
الضيوف بل يأكلها الفقراء و يعتبر عندهم من اكبر العيوب أن يشاهد أحد حالته ميسورة
وهو يأكل من وليمة العرس.
أما بالنسبة للمولود فإنهم يحتفلون به أيما احتفال و يسمونه في اليوم
السابع و تعمل له العقيقية بأن يذبح للمولود الأول و الثاني ثور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق