لماذا غيبوا عنا تاريخنا ...؟؟ كان ذلك من أجل هدف واحد، كي لا نعلم ما كنا عليه، وما كانت
مكانتنا في التاريخ ... تركيا واعوانها من الليبيين
الاعراب و الكورغلية هم من جاءوا وانتهكوا حرماتنا وطمسوا هويتنا وتاريخنا... وكان
لابد علي تركيا و اعوانها ان تخفي عنا مكانتنا التي كنا عليها قبل ان تأتي حاملة
شعارات نشر الحضارة بيننا.
في تاريخيا كانت
فزان قبل تركيا سلطنة عظيمة ... وبعد احتلالها صرنا أذلة... قبل الاجتياح
التركي كانت فزان منارة من العلم والمتعلمين وبعد تركيا صرنا منطقة لا تكتب ولا
تقرأ ... قبل تركيا كنا أسيادا وبعد تركيا صرنا عبيدا.
إن الوثائق الرسمية العثمانية بالدرجة الأولى وشهادات الرحالة
تعطينا صورة مختلفة لمنطقة فزان عما يقال عنها و ينشر اليوم و يطمس اغلبه... إن ما
سننقله لكم هو جزء يسير جدا من شهادات مؤرخين غربيين ... منهم من غلبته النزعة
الموضوعية في كتاباته ... ومنهم من تسربت منه هذه الحقائق كأنها فلتات كتابية ...
ولا يتسع المقام لنقلها جميعا ولكن سنسرد أمثلة قليلة ولكنها كفيلة بتبيان ما نحن
بصدد الحديث عنه مستوى ثقافي رفيع.
ان اغلب المؤرخين والمصادر ألموثوقة التي تتحدث عن تلك الفترة من
التاريخ تدكر شهادات تتفق على دكر فزان كا منطقة عرفت انها مستقلة وتتميز بالاستقرار،
والاحترام، والارتباط الاجتماعي، والمستوى الثقافي.
يذكر المؤرخون ان اقليم فزان لم يكن (قبل 1830م) قبل الاحتلال
التركي وسيطرة المؤقتة للبدو على مسارب الطرق ومنطقة فزان لصالح الاتراك لا تعطي
تلك الصورة التي يحرص البعض على ذكرها عن فوضى عارمة مطلقة فيها، وهو مجرد زعم...
بل كانت له مكانة دولية مرموقة وكانت دار عز لكل سكانها ... وكانت الدول الأوروبية
... طيلة ثلاثة قرون متوالية تعتبر نفسها سعيدة عندما تعقد الاتفاقيات وتقدم
الهدايا لسلاطينها... وكانت ترسل السفراء والمبعوثين والرحالة الذين يقدمون
الهدايا من رؤساء دولهم كانوا يستشعرون مكانة هذه المنطقة.
ويضيف المؤرخين الي استماتة اهل المنطقة في الدفاع عن الأرض...
ويذكرون عنهم عمق الإيمان وقوة روح والفداء... مما جعل من فزان ميدان الجهاد ...
ومدرسة الاستشهاد وقد اثبتت تاريخيا انها دار الجهاد المستمر ضد أي محتل و كذلك الكفار...
وقد أظهرت عدة وقائع المؤكدة في صد مختلف الحملات التركية و التي شنت على فزان حيت
جوبهت بأمة قوية في الداخل، متحدة و مصممة... وإن فشل حملة المكني التخريبيية لمثال
لذلك الفشل التركي...وان اهم مثل يمكن ذكره ان اخر معركة ضد الاستعمار الحديث لليبيا
كانت على ارضه وهي معركة السيف التي قادها عبد القادر الفجيجي ضد الاستعمار
الفرنسي.
يقول المؤرخين ... كما ان من مهام حكومات الدول بفزان هو حماية
حرية التجارة الدولية وكانت تدفع الضرائب علي قوافل الصحراء و في الحقيقة والواقع ان
الضرائب هي مجرد مساهمة منها في التكاليف التي كانت فزان تتجشمها لضمان حرية التنقل
عبر الصحراء... وبدافع من روح المسؤولية و التي كان يجب عليها حراستها ... والسهر
على سلامة الملاحة فيه ، لأنها كذلك مصدر لدخل.
ويقول أحد المؤرخين ((إنه لا ينبغي
اعتبار تلك الضرائب عبئا مفروضا علي التجارة المارة من افريقيا الي اوروبا، بل
كانت ثمن حرية الحركة وحماية القوافل، والعامل الرئيسي على رواج أرباح التجارة والملاحة
فيها... فحرية التنقل والحركة والتجارة في الصحراء و
البحار... كانت تقتضي وجود كيان قوي يحميها من ضربات قطاع الطرق في الصحراء والقراصنة
الأوروبيين الذين يرتعون في رودس ومالطا وغيرها من الأوكار التي تنطلق منها
حملاتهم.
ولولا وجود حام قوي يتمثل في الجزائر وأسطولها وممالك وسلطين
الصحراء في برنو و كانم و فزان لكانت خطوط الملاحة والتجارة عبر الصحراء والبحر
الأبيض المتوسط مستحيلة، كما كان عليه الحال آنذاك في المحيط الأطلسي أين كان الجو
خالصا للقراصنة يجوبونه بحرية، وينهبون كل سفينة تمر عبره)).
أكتُب ما أكتُب احتساباً لوجه الله ثمّ الوطَن ...اللهم اجعلني من الذين
إذا قراؤو يفهمون ... وان كتبوا يحسنون ...وما التوفيق الا من عند الله... فإذا
رضيتَ يا عزيزي فأنا ممنُون ... وإذا غضبتَ فأنا ((الكمال لله وحده)) فكُلنا
زائلون.
واستغفر
الله ... استغفر الله ... استغفر الله عن أي خطاء أو أفكار أو
كتابات ضد سننك أو تشكك في اعتقادي بوحدانيتك استغفر الله ... استغفر الله ...
استغفر الله واثوب اليه.
((سلامًا على من مرّ صدفة وستغفر... فزادني حسنة
وزادت حسناته... وخفف ذنبي وخففت ذنبه)).