تعرف القبيلة هي السلطة المعنية بتسيير أمور الأفراد التابعين لها منذ مئات السنين وقبل تأسيس الدول ،، وأن شيخ القبيلة كان بمثابة ((القائد)) او الرئيس لباقي الأسر المنتمية لذات الفخذ ،، و في اغلب الاحيان يطلق علية لقب ((الشيخ)) وأن الطاعة كانت مطلقة لا يعتريها تردد ولا تمرد ،، وان القبائل كانت تفوق بعضها بقوة تعاضدها والتفافها حول قائدها.
نظام القبيلة في أبسط تعريفاته هو
مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف والممارسات والمراسيم الاجتماعية ينتج عنها
ما يشبه الوصفات او الطرق او القانون (موروث) تميز كل منطقة او قبيلة عن جارتها ،،
في المراسيم و الاعياد و الشعائر الدينية
والاحتفالات و الأفراح واستقبال الضيف والحفاوة و تتعدها الي والمصطلحات اللغوية
،، والاهتمامات الإنسانية ،، وقد يقودها قديماً في الجاهلية في كثير من الأحيان
إلى التعصب والإفراط والمبالغة والحماس العاطفي التي قد تؤدي الي نشوب الصرعات
والمعارك مثل حرب البسوس وداحس والغبراء وغيرها.
وجاء الاسلام لم يلغي نظام القبيلة
وبعث رسولنا الكريم ((صل الله عليه وسلم)) الذي أقره وأعلن ذلك صراحة بأنه ينتمي
لقبيلة قريش إحدى القبائل العربية العريقة قبل الإسلام وبعده ،، وحين انتصر بعد معارك
وصراع طويل دام قرابة عشرين عاما من النضال ودعوة والقتال والحوار مع تلك القبائل ،،
توج نصره بتوافد وفود تلك القبائل العربية
تعلن ولائها وثقتها وطاعتها وانقيادها لدعوته حتى سمي عام الوفود (أي ولاء
القبائل)،، فلم ينكر رسولنا الكريم ((صل الله عليه وسلم)) ذلك النظام الاجتماعي
العريق ،، بل أحسن وفادتهم وإكرام سيد كل قوم،، وكان ((صل الله عليه وسلم)) مطلع
على الأنماط و الاعراف الاجتماعية التي تحكم العلاقات بين كل القبائل.
ولعل ملتقى الثامن لقبيلة البراونة
الذي أقيم مؤخراً بمدينة غات وتحديدا بالمنطقة تنجرابن والذي ما هو الا محطة علي
درب الاجداد ،، يعد نموذجا اجتماعياً واعياً يحمل بطياته أبعاد تحمل روابط الدم و
التراحم وربط الاواصر الاجتماعية ،، و مجموعة مبادي وقيم دينية رسخوها الاجداد في
سابق ملتقياتهم تؤكد على ضرورة التعارف والتماسك والترابط والتكاتف والتعاون
والتلاحم فيما بينهم.
حيث التقى فيها أبناء الجد الواحد المقيمين
بالمنطقة الجنوبية والشرقية و الغربية بمختلف مناطقها ومدنها الليبية ،، وكان ذلك مناسبة
مباركة غابت عنه الذاتية و الانا وحضرت فيها روح التعاون والجماعية من المشاركين
والحضور كأنهم على (قلب رجل واحد) ،، واستهل الملتقي بمراسيم الحفل بعادات وتقاليد
بدأت من الدخول الجماعي والاستقبال الخطابي والضيافة الممتازة ثم استهل بختمة لكتاب
الله و توج بقرارات مهمة وهي العمل علي انشاء المجلس الأعلى لقبيلة البراونة
بليبيا .
ومما أضفى على أجواء هذا الملتقى هو
جمالية التلاحم العميق بين كافة وعموم افراد القبيلة المشاركين ،، وفي دعم بالحضور
الفاعل و المميز لهذا الملتقى من حلفائنا قبيلة اولاد امحمد الفاسي و قبيلة
الكانميين.
ــ كالخطوة اود ان نعمل عليها في
الاجتماعات والملتقيات القادمة هي الاقتداء بما يفعله الاجداد من توحيد الزي او
الباس التقليدي لقبيلة البراونة والاعتزاز به مثل سائر القبائل المجاورة لنا.
وفي الختام ... ان في احيانا كثيرة
يكون الانتماء وقاية من وقوع الإنسان في الخيانة والاقصاء والتهميش الاجتماعي ،، والقبيلة
وبكل تأكيد انها تحمي المجتمع من التآكل والذوبان والانحسار والتفكيك، ومن هنا، يأتي
الدور على شيوخ او رؤساء المجالس الاجتماعية والمثقفين ونشطاء في القبيلة والقبائل
الاخرة بأن يكونوا نماذج مميزة في نبذ التعصب والتطرف في الانتماء الذي يؤدي
لكراهية الآخر واحتقاره أو استصغاره،، وأن يكون معيار التفاضل هو التقوى كما قال
تعالى ((يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله
أتقاكم((.
اخيرا:
أكتُب ما أكتُب احتساباً لوجه الله ثمّ
الوطَن ...اللهم اجعلني من الذين إذا قراؤو يفهمون ... وان كتبوا يحسنون ...وما
التوفيق الا من عند الله... فإذا رضيتَ يا عزيزي فأنا ممنُون ... وإذا غضبتَ فأنا
((الكمال لله وحده)) فكُلنا زائلون... واستغفر الله ... استغفر الله ...
استغفر الله عن أي خطاء أو أفكار أو كتابات ضد سننك أو تشكك في اعتقادي بوحدانيتك
استغفر الله ... استغفر الله ... استغفر الله واثوب اليه.
((لا أله الا انت
سبحانك أنى كنت من الظالمين))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق