أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 فبراير 2022

قرقوش ونهايتة في بلدة ودان وسيطرت البراونة عليها

    تذكر المصادر التراثية إلى العديد من الشخصيات والرموز والقادة التاريخيين والذين شوهة شخصياتهم بالروية والقصص التراثية من البطولات الخارقة مثل ((عنتر بن شداد وسيف بن ذي يزن)) وبعض الشخصيات الفكاهية مثل ((جحا قرقوش)) الا أن قرقوش هي شخصية حقيقية، وقد كان أحد وزراء وقواد صلاح الدين الأيوبي في مصر، بل إنه ركن من أركان توطيد حكمه، واسمه بهاء الدين قراقوش.

ــ تذهب بعض الروايات إلى أن قراقوش ،، ومعناها النسر الأسود بالتركية ،، كان قد خدم صلاح الدين في البداية إلى أن وثق فيه الرجل، ومرات يقال إنه خدم عم صلاح الدين، وفي كل الأحوال فهو قد استطاع أن يصل إلى مكانة مرموقة في عصر ،، وحصل بهاء الدين قراقوش على لقب الأمير ،، ونال ثقة الحكام في مصر والشام.

ــ وفي البدء كان هذا الشخص غلامًا مملوكيًا ،، يقال إنه من أصل تركي دون تحديد واضح لهويته، وقد تدرج بجده واجتهاده إلى أن صار قائدًا عسكريًا في بلاد الشام ومن ثم في مصر التي وصلها مع بزوغ فجر الأيوبيين وحكم صلاح الدين.

ــ وقد اعتمد عليه صلاح الدين الأيوبي، ،، بالإضافة إلى اثنين آخرين هما الفقيه عيسى الهكاري والقاضي الفاضل، وعمل ثلاثتهم على تثبيت دعائم الدولة وإنهاء الفوضى التي عمّت مصر بعد وفاة الخليفة العاضد ،، حيث حاول بعض رجاله الدخول في صدام مع صلاح الدين بأمل أن تبقى مصر تحت راية الفاطميين.

ــ وينسب إلى قراقوش أنه قام بدور تاريخي في إنهاء سطوة أسرة العاضد حيث سجنهم وعزل نساءهم عن رجالهم، وفرّق عنهم مواليهم، وسيطر على ثورة القصر الفاطمي التي كانت كبيرة جدًا.

ــ وينسب له أنه بنى السور المحيط بالقاهرة وقلعة الجبل، وقناطر الجيزة ،، وقد كان نائبًا لصلاح الدين في شؤون الحكم بالديار المصرية وفي تدبير الأحوال ،، ويقال إنه كان حسن المقاصد إلا أنه شديد الحكم ويأتي حكمه بطريقة غير تقليدية.

ــ ينسب أن قراقوش وراء إعدام العالم الشهير شهاب الدين السهروردي في عهد صلاح الدين، صاحب العديد من المؤلفات المشهورة مثل "حكمة الإِشراق"، "هياكل النور"، "لغة النمل"، وغيرها، وكان في السادسة والثلاثين من عمره عندما حكم عليه في عصر الأيوبيين.

ــ وقد يعفى من الحكم والدولة في عهد صلاح الدين، وحيث لزم بعدها بيته حيث بعد فتح تورانشاه أخو صلاح الدين اليمن لصالح أخيه... وبعد ذلك اقترح ابن اخيه المظفر تقي الدين على صلاح الدين علي الاتجاه لفتح شمال افريقيا فوافقه على ذلك اتخذ جميع الترتيبات اللازمة لهذه الحملة إلا أن صلاح الدبن تراجع عن مشروعه في اللحظة الأخيرة ،، لاعتقاده أنه قد يصطدم بمقاومة فائقة.

ــ وفي العام 569 هـ هرب ((شرف الدین قراقوش)) و((ابراهيم بن فراکتین )) مع وحداتهم  العسكرية غربا من مصر التي كانت تحت حكم ((صلاح الدين الايوبي)) بعد تراجع صلاح الدين الايوبي عن التوجه غرباً للقيام بفتح المغرب ،، و توجه شرقاً لتحرير بيت المقدس.

ــ إلا أنهما انفصلا عن بعضهما بعد حين فقد فتح قراقوش بقواته المشكلة في أغلبها من قبيلة ((سيوة)) وأمر بالخطبة و الدعوة للسلطان صلاح الدين ولسيده المظفر ،، وبهذا اعترف بسيادتهما وملكهم وقد أبلغهما ذلك ،، ثم أصبح صاحب أوجله وزويله وطرابلس وقابس وكثيرة من المدن والمناطق الأخرى.

وأثناء عملياته اللاحقة لقي تأييد أحد أحفاد الملثمين واسمه على بن اسحاق الميورقي أي أنه من جزيرة ميورقة وبعد وفاته دعمه ابنه يحيى بن على بن اسحاق الميورقي إلا أنه وقعت نزاعات بين الطرفين فانضم يحيى الميورقي إلى قبيلة دياب العربية القاطنة في جبال طرابلس الساحلية ،، ونازلا معا قراقوش الذي كان قد أسس حكمه في تلك الأثناء في منطقة ((ودان)) إلا أنه حوصر هناك.

ــ وعندما نفذت المؤن من مدينة((ودان)) استسلم بعد أن وضع شرطة واحدة وهو أن يقوده ولده إلى القتل ،، وعندما خرج من مدينة ((ودان)) إلى المعسكر المنتصر ،، وجرى صلب قراقوش وقتله هو وابنه ،، بناء على أمر يحيي الميورقي وكان ذلك في العام 609 هـ.

ــ وقد كان لقراقوش ولدا آخر قدر له أن يبرز في أحداث هذه المنطقة وعرف ابن قراقوش بجرأته ومروءته وكان ذا جمال نادر وأسند إليه الخليفة المستنصر أن يتولى قيادة إحدى الوحدات في العاصمة ،، إلا أن الحياة الهادئة لم ترق له فعاد إلى ((بلاد ودان)) حيث كان ظهوره مؤشرا لحروب جديدة.

ــ وقد كان سلطان كانم ((الملك (مای) کانم / دونیه دبلامي)) قد سيطر علي فزان في ليبيا وقد وسع فتوحاته حتى بلغ منطقة ودان فهاجم هذا المشاغب ابن قرقوش في بلدة وتمكن منه وقتله وأرسل رأسه إلى عاصمة كانم ليعرض أمام أعين الشعب وقد جرى ذلك في 656 هـ /1258م.

ــ وقضى قراقوش قرابة ثلاثين سنة يخدم صلاح الدين وابنيه ،، وحيث يصفه البعض بالديكتاتور ،، ويصفه آخرون بالعادل غير المألوف في حكمه ،، لترتبط صورته لدى العامة بالأحكام الغريبة والمدهشة ،، التي تصوره تارة ذكيًا ومرة غبيًا ،، وقد تم تناقل الكثير من تراثه في القضاء والحكم إلى اليوم لما فيه من نوادر وطرائف.

ــ الا ان صورة قراقوش إلى اليوم تباعدت بين الحقيقة والوهم وصار أسطورة لحد ذاتها ،، يمكن أن تقرأ بأكثر من وجه وهو قد ثم إعادة تصويره وإنتاجه كما حصل مع الكثير من الشخصيات التراثية ،، مثل جحا وأشعب وعنتر والزير سالم وسيف بن ذي يزن وغيرهما ،، التي بدأت بسيطة ثم تعقدت صورتها ،، عبر المتناقل بواسطة الناس في خلال الحقب والعصور.

اخيراً :: المعلومة مقتبسة من كتاب (( الدواخل الليبية في مجموعة دراسات للرحالة الالماني غوتلوف آدولف كراوزة )) تأليف(( د/ عماد الدين غانم)) في صفحة ((33 و 34 )) يوجد سرد لقصة قرقوش و مملكته التي انشائها في ودان و التي كانت  متزامنة تاريخياً مع وجود صلاح الدين الايوبي في القرن الثاني عشر ميلادي ((12 /م)) ... وانهم قضوا علية في ودان .

في ذلك الوقت وتزامناً مع تلك الأحداث التي استمرت بعودة ابن قرقوش الاخرالي ودان كانت هناك مملكة اخري في الجنوب الليبي ((فزان)) تسمي مملكة كانم قام ملكها و يدعي ((ماي)) دونية ديلامي بتوسيع مملكته فهاجم مملكة قرقوش في ودان و قتلة و قطع راسه وارسله الي عاصمة كانم ليعرض امام الشعب ...كان ذلك في منتصف القرن الثاني عشر ميلادي((12القرن /م)).

أكتُب ما أكتُب احتساباً لوجه الله ثمّ الوطَن ...اللهم اجعلني من الذين إذا قراؤو يفهمون ... وان كتبوا يحسنون ...وما التوفيق الا من عند الله... فإذا رضيتَ يا عزيزي فأنا ممنُون ... وإذا غضبتَ فأنا ((الكمال لله وحده)) فكُلنا زائلون... واستغفر الله ... استغفر الله ... استغفر الله عن أي خطاء أو أفكار أو كتابات ضد سننك أو تشكك في اعتقادي بوحدانيتك استغفر الله ... استغفر الله ... استغفر الله واثوب اليه.

                         ((لا أله الا انت سبحانك أنى كنت من الظالمين))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق